الموافق 28 فبراير عام 2015, انطلقت حافلة " الملتقى الفلسطيني للتصوير والاستكشاف " من مدينة نابلس الى قرية عقربا ,كان معظم المشاركين  مصورين  او اما هواة مثلي او محترفين في التصوير الفوتوغرافي  مع حضور بعض الصحفيين ومحبي التجول ,في هذة التدوينه سأركز على تجربة التسلق بشكل خاص.


انطلقنا متأخرين بعض الشيء  مررنا بـ بلدة حوارة وتوجهنا الى عقربا , كان هناك عدة وجهات ,وقبل وصولنا الى القرية وتوقفنا قليلا  لمشاهد الجبال الخلابة.

10916361_447092288786705_5740804850346545178_o

 

الوجه الأولى ,الطايرة الشمالية ( المُعلقه) :

تقتصر الوجه الاولى لزيارة سهل الطايرة الشمالية ( المُعلقه)  لتناول وجبة الفطور بين الاشجار على قمة هضبة , خلالها اخبرنا المرشد عن قصة ( ابو جلدة ) الذي عين نفسة ملكا , قصة جديدة لم اسمعها من قبل .
أبو جلده الملك الغير مُتوج بَعد وهو يَجوبُ جبال يانون الوَعرة فاراً من حُكومة الانتداب معلناَ بأنه الشّقيُّ المُنتصر الذي تحميه الجبال وتحول دون الامساك به أقوى دولة تبسط حكمها في الشرق بأن تتحول هذه الجبال إلى ملاذٍ لِمُلاحقي الشعب وناهبي ثروته.
لمتابعة باقي القصة (يانون بين أبو جلده الملك (وأفري) الامبراطور)

 

11026224_607819635985138_9140939844180655050_o

10866289_784808514942180_2372092357501810716_o

الوجه الثانية , كانت  تسلق جبل القرن (قرن سرطبة):

يرتفع جبل القرن عن مستوى سطح البحر 337 متر ويرتفع عن غور الاردن المجاور 650 متر . طول مسار المشي ذهاب واياب 6 كيلو متر ,كانت المرة الأولى التي اتسلقُ فيها جبلٌ مرتفع في حياتي  , لم اكن اعلم ان الامر صعب للغايه … للغااااااية . اوصانا المرشد بـ عدم حمل حقائب ثقيلة واخذ زجاجات كافيه من الماء ,بصراحة لم اكترث للأمر . 


عندما باشرنا المشي , كان قد دخل وقت الظهيرة ,الشمس قويه جدا . هناك من حصل على حافة قبل الوصول الى نقطة البداية , لكن لسوء الحظ لم نحصل على هذة الفرصة الا متأخرا  , وبالفعل بدأ الشعور بالتعب …. وبعد جهد وصلنا الى نقطة الانطلاق .

عندما شاهدت الطريق من علو و طول لأول مرة.. ساورني شعور " هل بإمكاني تسلق الجبل ؟ وانا اشعر بهذا التعب ؟ " , وعندما التفت الى جانبي , وجدت عجوزين  على ما يبدو انهم في اخر العقد الخمسين , وكانوا قد انهوا رحلة التسلق , ولا يبدو عليهم التعب , على الاقل مثلي وانا لم أبدا بالسلق فعلا .

بدأ مشوار 6 كيلو متر ومع ارتفاع 337 متر , كل ما اسير مسافة قليله , اتوقف بسبب التعب والعطش وضيق النفس , ليس بسبب الطريق الصعبه , و لكن بسبب ضعف بنية اجسامنا . والتي لا تتحرك كثيرا ,
والذي زاد الامر سوءً  , كان هناك بعض الشبان ( 
Palestine Riders – دراجو فلسطين)  يتسلقون الجبل وهم يحملون الدرجات على ظهورهم وعندما وصلوا القمة , تدحرجوا بشكل متهور ورائع في نفس الوقت عن الجبل .

12341062_907889015933182_3049023124500142888_n

غير متأكدة من دقة مكان الصور 

 وتسألت لما لا توجد هذه الثقافة في مجتمعنا بشكل اكبر ويصبح اسلوب حياه بدل من اي يكون هواية القليل القليل منا , مع العلم انا لست من الاقلية حتى, وانا فعلا لا اقوى على الصعود مثلهم !!
وفي طريقنا  , كنت سأنزلق اكثر مرة , والطريق ليست مجهزه ولا حتى آمنه للمشي . واخيرا وبعد عناء وصلنا الى القمة (الى هدفنا  في الرحلة ), جلست قليلا لكي التقط انفاسي و عيني ترى مشهد اكثر من رائع … وبدأ حديث العقل مع نفسه:

صعود الجبل

 

نعم وصلنا الى القمة … حققنا احد الاهداف … . بذلنا جهد ليس بهين , وللعلم أكثر من مرة كنت سأتراجع بسبب التعب , لكن هناك من يهمس في اذني ويقول لم يبقى الكثير , لقد اجتزنا معظم الطريق.

وصلنا و الآن ماذا بعد  …. البحث عن هدف اخر ؟ تأملت قليلا بالتجربة .. فعلا انجازك  لاي هدف يأخذك الي تحقيق هدف اخر .. 
الانجاز لا يعد نهاية الطريق , ممكن ان يكون مفترق لطرق اخرى لتحقيق اهداف اخرى, لم نعلم عنها اي شي .

وكلما انجزنا اهداف في حياتنا, نرتفع الى اعلى ويتسع لنا الافق , مكتشفين بذلك عالمٌ جديد . وهكذا الحياة …..

 

 

حتى انقل لكم الصورة كامله من يصعد الجبل  سيرى هذا المنظر البديع

والان المرحلة الاصعب وهي النزول  , الخوف من التزحلق هو سيد الموقف , مع ان هناك تكنيك لنزول سريع وامان علمني ياه ابن خالي ,ان تجعل ظهرك مستقيم وعمودي لسطح الارض , ليس مائل للأمام او الخلف , وان تمشي بخطوات خفيفه وسريعه دون توقف .
ومع هذا خفت من التجربة , وبعد لحظات ينزل اب ومعه ابنه  الذي لا يتجاوز السبع سنوات من الجبل مستخدما نفس الاسلوب , وكان سريع وخفيف جدا , وهو ممسك بيد ابنه الذي يصرخ بسبب الخوف ويحاول في نفس الوقت تقليد والده بالحركات , اظن ان الابن تعلم درسا لان ينساه برفقة والده الذي لن يدعه يسقط . وانا تعلمت ان الخوف يسبب لي الكثير من المشاكل ايضيا .ومع هذا بقيت خائفة .

اكمنا الطريق وبعد  4- 5 ساعات من السير والتسلق  تمت المهمة الثانية بنجاح و دون اصابات . 

الوجه الثالثة ,عين فصايل :

في اخر محطة لرحلة لم و لن اتوقع ان ارى مثل هذا المشهد هنا في عقربا احد ضواحي مدينة نابلس !!!
المكان هادئ جدا , لا يوجد اي اثار عمرانية على مدى رؤيتك , العائلات الفسلطينية متجمعة في عطله نهاية الاسبوع على طول مسار  العين , الاطفال يلعبون و رأيت جزء منهم يسبح  في المياه الباردة . ومع الاجواء الربيعية اعطى اللون الاخضر مظهر فريد ورائع . وكانت هذه استراحة متسلق , اهلكه التعب والعطش على طول 5 ساعات . 

12244687_551649831664283_4528071394733636797_o

وفي النهاية احب ان انهي القصة بالفيديو الذي اعده المصور عمر عبد الهادي  وقام بتلخيص الرحلة بأسلوب محترف  ..  اتمنى لكم مشاهدة ممتعة 

مصادر الصور والفيديو  :

 م.عبد الله هواش .

 عمر عبد الهادي 

اذاعة القرآن من عقربا

صفحة فيسبوك (  Palestine Riders – دراجو فلسطين)

مصادر المعلومات :

ابو جلدة ( ملك )

اضف تعليقك

التعليقات