خلصنا عمرة والحمد الله .. وكانت من احلى التجارب الي مرت علي …رحله روحانيه بإمتياز . وانطلقنا بـ 22 \ كانون ثاني الساعة الواحدة فجراً من مكة المكرمة الى فلسطين …
في هذه الرحلات بتلتقي … بـ مبادر , مستهتر , منتقد , ايجابي , زنااان ( النسوان) , او واحد مو سائل على شي … اول ما يشتغل الباص بنام ..
المهم وصلنا الحدود الاردنية الفلسطينية متأخرين ربع ساعة على ذمت الشركة المحترمة ( معنى الحكي في مبات هون :S ) …
نزل عمو المرشد لرحلة وكانه متعود على الوضع واخد الموضوع بكل بساطه … وانااااااا … قمه النكد … اعصابي انحرقت … انه خلص بدي اروح … بدي ارجع لبيتنا …. بدي ارتاااح … حاولت اروق .. اعمل اي شي … هربت من الي الناس الي حولي حتى ما انكد على حدى … رحت صليت وجلست شوي في المصلى بين النساء … 😀 كنت في الز اويه و صافنه فيهم …
اول شخصية السيدة مأنفة … مأنف يعني ما بعجبة شي وبقرف من كل شي .. هو عباره عن مخلوق فضائي لا يسكن الوطن العربي … شو بتحكي خالتو اول ما دخلت مصلى النساء “شو هاااادي الريحة الي هون .. كتير رطوبه … كتير مرض … شووو هاد الضغط … السجاد معفن… …. ريحه رجلين ” انا بحكي في بالي “ شي طبيعي … الناس ما عرفت تغسل من نظافه الحمامات ” كملت خالتو “ انا عندي حساسه وانا مرضية انا تعبانة ” وانا بحكي في بالي “واحنا حيوانات لا بنحس ولا بنشم” … المهم حكت هدول الكلمتين وطبقت هل الباب و راحت تنام في الباص مع انه للعلم المصلى المكان الوحيد الدافي في المنطقة . احنا في صحراء وفي الشتاء والبرد بقص العظم على رأي الختيارية..
وكان معنا الست و بنتها الصامتين : في طول الرحلة ال10 ايام … ما اسمعت الهم صوت ولا همس … ما بحكوا مع حد ولا حد بحكي معهم … دخلوا المصلى صلوا وناااموا مباشرة .. ( كافين خيرهم شرهم )
و ست اتكيت الختيارة : هادي رهيبه بس بالعكس .. بتهتم في حالها كتير .. الشكل واللبس , معها معقم والكريمات ايدين .. وهاد عادي جدا مو غريب ..بس الغريب من هاد الشكل المتكتك بسب عليكي عليني قدام الناس بطريقة مؤدبة … انتي ما بتعرفي … تردي ,, ولا تسكتي ,,, المهم انه انمسحت بكرامتك الارض اذا تواجهتي معها …
والسيدة مهمومة : اول ما جلست .. بدأت بسرد قصة حياتها من مشاكل ,, ومشاكل زواج بنتها ودار حمى بنتها .. وكيف صار وليش صار …. القصه لا تفوت …. بس انا مسطله -_- .
وفي بنت خريجة ….. وفي عروس جديدة وكان شهر العسل عمرة … مبروك النومه على الحدود يا عروسة 😀 انا مو شمتانة على فكرة
وفي وحده معنا … تاجرة بتطلع عمرة بنية العمرة ( والله اعلم ما بحط بذمتي ) …. بتعرف كل شي ..حتى انها جايبه معنها احرامات واكل … لزوم النومه على الحدود …. ( يا خطير ) .
و طبعا في ناس كانت كتير مريضة … وكبار في العمر يعني مو مزحه .. بس الحمد الله مرت بسلام … المهم جلسنا معهم وصرنا نحكي … في ناس انضمت للكلام , في ناس كانت بتحكي من بعيد او بتسمع ,وفي الست اتيكيت الي كانت بتحاول تنام في زاوية المصلى قامت تحكي “ ناس ما عندها زوء ” … “طيب يا حجة ما احنا مو عارفين نعمل شي وتعبانين” , المهم كملنا حكيلنا وحتى خالتو اتيكيت انضمت للكلام …
بعد ما خلصنا ….. واشوف انا وبنت خالي فتحه كبيرة تحت الباب ( تخيلنا فار والعائله الكريمة رح يزورنا الليلة )… شفنا هل المنظر وحكيلنا مافي فيها حكي على الباص … وبالفعل ..
لقينا خالتو مأنفة هنااااك ولسه صاحية للأسف وصارت تحكي … “ مو حكيتلكم انه هناك الجو مرض .. و و و و و ” وانا بحكي في بالي “ مو ناقصنا الا انتي .. ارحميييينا ” وكان نفسي اعمل كتم لصوتها
-_-
رحت فتحت التابلت على الجزء الاخير من كتاب اسمه “ غريب في المجرة ”…
بالصدفة وصلت عند جزء
في قوافل اللاجئين .. وقفت هون.. وسرحــــــــــــــــــــــــت
هدول الناس كان الهم بيوت زينا وكان الهم حياه واهتمامات واعمال زينا … بسبب الأوضاع تركوا كل شي . أنا تنكدت من يوم نمته على الحدود … مع اني متأكده ( بعد مشيئة ربنا ) انه بكره مروحه على البيت ورح ارتاح ….
بس همه الهم سنوات في البرد .. الهم سنوات اولادهم بناموا على التلج … الهم سنوات مافي حياه بشرية مافي شي … بس امل انهم يرجعوا …. والله اعلم متى يرجعوا ..
ما بعرف كيف حسيت حالي وقتها … وصرت اسأل حالي .. شو الحكمة يا ربنا اني اعيش هيك تجربة ؟ وليه ؟
انه تذكير انه انا بنعمه كبيرة … في اطفال محرومه منها ..!
ما بعرف … بس كأني غلطت .. وكان المفروض اعيش التجربة صح وافهم المقصود..
سرحت .. خطر في بالي اطفال سوريا … وغزة … و الناس بلا بيوت …و الناس الي ضاعت في الدنيا …
الباص هادي الكل نايم ,, وانا صاحية بفكر وبتخيل … …لو نفرض علينا نعيش هون سنوات شو نعمل .. مع انه النا بيوت وحياة وأصحاب وجيران … مرة وحده نخسر كل شي …. … وليش ..؟
زاد البرد في الباص … زاد كتير ما عدت احس برجلي …
بتخطر في بالي لحظتها الاطفال السوريين الي خيمهم بين التلج …. يالله … الله يعينهم
وزاد البرد كتير …. وصرت احس فيه بمشي في عظمي في كتافي في ظهري… ما عدت اعرف اركز ولا افكر بضم حالي بلكي ادفيت …
خطر في بالي الطفلة السورية الي ماتت من التلج ..
يا الله… اكيد توجعت … قبل ما تموت ..
وين احنا عندهم … … المشكلة شو بقدر اعمل الهم …. وبرجع عظمي يوجعني من البرد وصرت احس معدتي تلجت .. وقتها ما قدرت اتحمل … خلص …
وخطر في بالي اخر شي الأب السوري الي مات من البرد وهو حاول يضم بنته الرضيعة حتى يدفيها … مات الاب وبقيت البنت …
… ونمت استستلاما من البرد والتفكير … لصبح الي اصلا ما بقيله كتير .. ومع برد الفجر صحينا …
احنا متجمدين اصلا ما عاد تفرق كتير, المييه تلج, الهواء بلفح ,عادي جداا صار ..
وطلع النهار وطلعنا على الجسر وروحنا …
روحنا وراسي لسه معلق هناااك … انا رح اروح … في ناس لسه هناك .. في اطفال لسه هناك … رح يلاقوا هاد الوجع كل يوم كل لليله ..بس انا رح اروح ادفى وارتاح … ياالله .
بجد احنا في نعمة كبيرة … وبجد احنا ما بنسأل على بعض … ولا بنرحم بعض …
ما بعرف وقف الكلام عندي … بس يارب كون معهم 🙁
بعتذر اني كتبت لغة عامية , لكن حبيت اشارك تجربتي .
………………
التفاصل حقيقة واسماء الاشخاص من خيالي حتى ما حد يزعل .. والصور من النت لتوضيح الوضع
اترك تعليقاً