الأول من أيار عام 2015 , لم اعلم مدى روعه هذا اليوم وانا اجري مكالمة هاتفية مع خالٍ لي حتى يصطحبني الى مكان تجمع الرحلة والذي نظمته مجموعة " كزدورة وصورة " , اخبرني ان هناك صدمه بإنتظاري , ام اعي تماما ما قصده , حتى رأيت ما رأيت.
المعبر :
حتى نتمكن من الوصول الى الاراضي المحتلة 48 , كان يجب المرور بمعبر قلنديا , كان مكتظ بالناس , طبعا لْا نَسيـْـــك عن سيئين الطباع منهم , وبعد ساعة الى ساعتين تقريبا تمكنا جميعا من العبور , كنا نرى المسجد الاقصى ولا لكن للأسف لم يكن هناك متسع من الوقت لزياره سريعه حتى , كانت وجهتنا اقصى الشمال , والهدف هذه المرة الجولان .
في طريقنا :
مررنا بعدد من الاماكن ,منها قرى القدس الغربيه ومنها دير ياسين ,و مناطق مليئة بالأحراش…. لا اريد ان أقل كم كانت رائعة , لان كل ما مررنا به كان رائعا و مُنغص في نفس الوقت .
الوجه الأولى " سهل الحولة " :
في طريقنا الى سهل الحولة مررنا بـ بحيرة طبريا من بعيد , البحيرة منخفضه جدا و محاطة بجبال عالية لم نتوقف هناك لان وجهتنا الان هي سهل الحولة , الصورة في الأعلى هي مكونه من ثلاث صور , احببت ان انقل لكم سعة المكان ورعته وترجع الغصات في قلبي , واجبرها بالقول استمتعي الان بالمشهد , لا تدري هل سأرجع هنا لمرة اخرى .
وصلنا سهل الحولة , سهل الحولة احد ضواحي صفد الرائعة , منطقة لا اعرف كيف اسميها . من روعت منازلها والاحراش لم اصور شي من المدينة 
.
بالقرب من البحيرة الحولة تم انشاء منتجع سياحي صغير ,يحضر وجبات خفيفه وجلسات مع إمكانيه استئجار دراجات هوائية او سياره كهربائيه صغيرة لسير حول البحيرة ,تناولنا وجبه الفطور تميشينا قليلا في المنطقة والتقطنا بعض الصور مع تداخل خطوط الطبيعة الاخضر والذهبي وانعكاس ماء البحيرات والعبارات والسماء .
وادي العيون :
في طريقنا الى وادي العيون, اعيُننا لم تتوقف عن المشاهده لطبيعة رائعة وخلابة , اخبرونا ان خلف هذا الجبل لبنان , هل رأيتم ما اقصر المسافات .تذكرت وقتها فلم وثائقي اظن انه من انتاج الجزيرة , "خمس دقائق من بيتي " والذي يروي قصه مطار القدس , والطيار الفلسطيني و والعائلات الفلسطينية التي كانت تحتاج الى 5 دقائق للوصول الى مطارنا الصغير ونصف ساعة بالطائرة وتكون في بيروت . يا لها من سخريه .
وادي العيون ,اقرب منطقة على الحدود اللبنانية, يفصل ما بين الحدود سياج وبوابه حديدة ضخمه ولافته مكتوب عليها " ممنوع المرور منقطة عسكرية " وهناك مرر يبدأ بدرج قصير معتم , من محاسن الصدف اني اول من وصل المكان فصورت الدرج وبعدها ما رأيته من النافذة " لبنان " , في بعض الاحيان يتوقف عقلك عن ادراك بعض الحقائق , ومنها الحدود , وتخاطب نفسك " يالله , انها ارض واحده ".
مسار وادي العيون :
هنا تشعر للحظه بإنفصال عن الحياه العادية , انت تمشي في ممر بين جبلين ومع مسار المياه المتدفقة , اجواء رائعه جميلة وتتمنى لحظة ان يتوقف الوقت هنا , صوت المياه والشلالات , والعصافير واللون الاخضر اعطى المكان بهجة خاصه به . كان مدة المشي ما بين ساعة ساعة ونصف , مع التوقف لإلتقاط بعض الصور .
خلال السير , اخبرنا احدهم ان الجبل على يمين مسارنا يقع على الجهة اللبنانية, ويأتي بعضهم لرؤية فلسطين من هناك , في نفس الوقت كان على نفس الجبل 4 اشخاص و معم فتاة , وصاح احد المشتركين معنا , " احنا فلسطينية " , بدأت بالضحك هل فعلا سمعوا صوتنا , والا هي ثواني والا واتى الرد …. " احنا لبنانية " على حد ما اظن … واهلا بالغصة الجديدة . الصورة في الاسفل هي صور للبنانية .
في اخر الممر شاهدنااخر شلال من مكان مخصص لرؤيته عن قرب, وانا اتأمل المشهد ورذاذ الماء يتناثر في كل مكان ومع شعور الانتعاش , التفت خلفي , وارى ان الجدار الجبلي الذي خلفنا مباشرة محفور بأحرف عبرية وهيه جديدة وليست قديما ابدا , خطرت في بالي افكار كثيرة , ما الهدف من ذلك … لا اعمل , لكن شعرت اني اريد ان اغادر الان .
مجدل شمس
يعود تسميتها " مجدل شمس " إلى العهد الفينيقي وتعني بالعربي "برج الشمس" حيث وجدت آثار لمعبد فينيقي لتقديس إله الشمس ومعصرة زيتون. قرية مجدل شمس هي أكبر قرى إقليم البلاد في الجولان تقع على السفح الجنوبي لجبل حرمون وحاليا تقع تحت يد الاحتلال الإسرائيلي، ترتفع عن سطح البحر حوالي 1200 م ,إبان الحكم العثماني كانت مجدل شمس مع سائر إقليم البلان تابعة لمحافظة جبل لبنان قضاء راشيا، وبعد الانتداب الفرنسي أصبحت تابعة لمحافظة دمشق سوريا.الصورة على اليمين : من اعلى قمة الجبل في ويوم صافي بإمكانك مشاهدة مدينة دمشق بالعين , الصورة على اليسار : الحدود التي تفصل مجدل شمس عن سوريا .
مقتبس من مدونة جعفر حجير :
بعدها إلى مجدل شمس، حيث تناولنا الغداء، و تجولنا هناك لنشاهد أهل القرية بلباسهم التقليدي، و مررنا بتمثال تذكاري للقائد أسعد كنج و رفاقه، و للسلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية عام 1925.عند وداع ياسر، طلب منا النزول إلى مبنى قيد الإنشاء، يطل بشكل مباشر على وادي، فيه سياج، أخبرنا أن ما خلف هذا السياج أراض سورية، ها هي أمامنا بيوت سورية، أخبرنا أن من استشهدوا في الغارة الإسرائيلية الأخيرة هم من سكان هذه البيوت. و من هنا مر من مر عام 2011 في ذكرى النكبة.. شرح لنا كيف كانت خطة الشباب السوري لتجاوز حقول الألغام:
قسموا أنفسهم لمجموعات مكونة من أربع أشخاص ، تبدأ المجموعة الأولى بالسير و قد أمسكوا بأيديهم ليسيروا في خط أفقي واحد، حتى إذا انفجر فيهم لغم أرضي، تأتي المجموعة التالية و تتابع المسير بعدهم. . و هكذا، بعد عدة محاولات يكونوا قد تمكنوا من رسم مسار آمن للبقية.
لكن من حظهم الطيب، أن المجموعة الأولى تمكنت من الوصول، بدون أن ينفجر فيها أي لغم. أخبرنا أن الشباب القادم من سوريا قد دخل بيوتهم و تناولوا معهم الطعام (عروسة لبنة)
الصورة على اليسار عندما غادرنا مجل شمس , والصورة اليمين قلعة الصُبَيْبَة ومعناها تصغير من الصبة وهي مربط الخيل، قامت هذه القلعة فوق صهوة جبل شاهق ذي منحدرات عمودية صعبة هو جزء من الأعضاد الأولى لجبل الشيخ تتبع قرية جباتا الزيت وترتفع عن مستوى البحر 816 م وتطل على بانياس والحولة ولذلك كانت من المواقع الإستراتيجية في بطون التاريخ. وإن الاسم المتداول (النمرود) نسبة لرواية دينية بأن ملك جبارًا يدعى النمرود كان يسكن في القلعة وهو الذي ألقى بسيدنا إبراهيم في النار (فكانت بردًا وسلامًا على إبراهيم) ولشدة غروره بعث الله بعوضة دخلت في أنفه فنخرت رأسه ومات بكفره.
ختاما ,الغروب من على المطل :
المطل هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة إدارياً لمحافظة القنيطرة (كلياً في ما مضى وجزئياً في الوقت الحاضر). وقعت الهضبة بكاملها ضمن حدود سورية، ولكن في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثين من مساحتها، حيث تسيطر إسرائيل على هذا الجزء من الهضبة في ظل مطالبة سورية بإعادته إليها. ويسمى الجولان أحيانًا باسم الهضبة السورية.
النهاية
المصادر :
الصورة الأولى من تصوير احمد صالح
قلعة صبيبة (ويكيبيديا)
مجدل شمس (ويكيبيديا)
Comments are closed.